المجيء المعترض؛ أهم المعلومات عن أسباب الولادة المهبلية وكيف نتصرف؟

سالم العلي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة سالم العلي
المجيء المعترض؛ أهم المعلومات عن أسباب الولادة المهبلية وكيف نتصرف؟

المجيء المعترض أو كما تسمى “الولادة المهبلية” تتم عادة بين الأسبوعين 37-42 من بداية الحمل. لكن تختلف عملية الولادة هذه من امرأة لأخرى ومن حملٍ لآخر حسب صفات كل أنثى وطبيعة جسدها بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى المؤثرة. إليكم أهم المعلومات حول أسباب المجيء المعترض، وكيف نتصرف عندما نواجه هذه الحالة؟

ما هو المجيء المعترض transverse presentation؟

المجيء المعترض هو المجيء الذي يتصالب (يتعامد) فيه محور الجنين ومحـور الـرحم الطولانيان أو يتقاطعان. النقطة الاستكشافية فيه هي النتوء الأخرمي وحفرة الإبط، ونسبة حدوثه (0.5 %).

أسباب المجيء المعترض

تتنوع أسباب المجيء المعترض، وفيما يلي أهم 3 أسباب لحدوث الولادة المهبلية:

  • بالنسبة للأم: تشوهات الرحم، تعدد الولادات، تضيقات الحوض، أورام الحوض أو الرحم.
  • عند الجنين: صغر حجم الجنين، أو تعدد الأجنة.
  • أسباب في الملحقات: قصر السرر (الحبل السري)، ارتكاز المشيمة المعيب، الاستسقاء الأمينوسي.

آلية المخاض في المجيء المعترض

المجىء المعترض من أخطر المجيئات على الإطلاق، إذ لا يمكـن ولادة الجنـين الحيّ الكامل فيه عمليًا. كما أن ترك المخاض وإهماله قد يقضي على المخاض والجنـين على السواء. تكون التقلّصات طبيعية في البدء ويتقدم الاتّساع بمساعدة جيب المياه. علما أنه متى انبثق جيب المياه (وهذا الأمر ليس نادر الحدوث) فإن اتّساع العنـق يتوقـف، إلا أن استمرار التقلصات الشديدة، يؤدي إلى انطواء الجنين ودفع كتفه باتجاه المضيق العلوي. فيحتـلّ رأس الجنين إحدى الحفرتين الحرقفيتين iliac fossa في حين يحتلّ المقعد الحفرة الحرقفية الأخرى، والكتف في المضيق العلوي. وقد يتدلى الطرف العلوي دون أن يتقدم الجنين أكثـر من ذلك. غير أن استمرار التقلصات الشديدة يؤدي إلى تكوّم في القطعة السفلية وتمددها وتمزقها.

تشخيص المجيء المعترض

نعتمد في تشخيص المجيء المعترض على العديد من الأمور، نذكر أبرزها:

  • بالاستجواب

نهتم بالسوابق ( هل بالسوابق مجيئات معترضة ).

  • بالتأمل

قعر الرحم منخفض وشكل البطن معترض.

  • بالجس

المضيق العلوي فارغ والرأس في جانب معاكس للمقعد بقطر الرحم المعترض، وقد تشعر بأطراف الجنين أو ظهره. (يحتل الرأس الخاصرة الأولى كمـا يـحتـل المقعـد الخاصرة المقابلة).

  • إصغاء ضربات قلب الجنين يكون عاليًا قريبًا من السرة.

تشخيص المجىء المعترض بالمس المهبلي

قبل بدء المخاض لا يمكن الوصول إلى أقسام الجنين. أما بعد بدء المخاض وخاصة بعد انبثاق جيب المياه، فقد يشعر بكتلة لينة تتقدم نحو المضيق العلوي هي الكتف. يجسّ فيها النتوء الأخرمي ويشعر بالحفرة الإبطية التي توجه إلى مكان رأس الجنين ثم تلاحظ أضلاع الجنين. وقد تتدلّى يده ويمكن تحديد نوعهـا يمنى أو يسـرى بمصافحة يد المولود، كما يجب تفريقها عن القدم وذلك بكون الأصابع فيها أطول مـن الإبهام وأطول من أصابع القدم. ويمكن التبعيد بينهما بسهولة. كما أن أخمص القدم يشكل مع الساق زاوية قائمة.

من الجدير ذكره، أنه لدى التباس التشخيص يمكن اللجوء إلى التصوير الشعاعي.

بعض الحالات الخاصة لولادة الجنين في المجىء المعترض

على أنه في بعض الحالات يمكن لولادة الجنين في المجيء المعترض أن تتم بإحدى طريقتين:

  • الانطواء الجسمي

يحدث إذا كان الجنين صغيرًا حيث ينطوي على نفسه. يساعده على ذلك ليونة أجزائه المختلفة فيتقدم بصدره ثم تتم الولادة بولادة المقعد فالرأس.

  • التطور العلوي

يحدث في حالات نادرة جدًا إذا كان الجنين صغيرًا أو متوسط الحجم وميتًا (علماً أنه يحظّر انتظار حدوثه بشكل عفوي). ويتم ذلك تحت تأثير تقلصات الرحم الشديدة إذ تندفع الكتف إلى المضيق العلوي ويرتفع الرأس نحو الأعلى فيتمدد بذلك عنق الجنين. ويزداد تقدم الكتف في الحوض مما يعطي جذع الجنين مسافة تتقدم بها ثم يتقدم المقعد معها فيتخلّص المقعد أولًا ثم جذع الجنين وأخيرا رأسه.

إنذار المجيء المعترض

يتوقف الإنذار في الأم والجنين على المولّد وخطة العمل. لذلك إذا تم إهمال المخاض فإنذاره للأم والجنين سيئ والموت محتّم لكليهما. أما إذا طبّقت خطة العمل المدروسة في أوانها فالإنذار جيد برغم وجود نسبة عالية للتداخلات الجراحية Surgery. علمًا أن معظم هذه الحالات تصل متأخرة بعد أن أُهملت زمنا طويلا مما يرفع نسبة وفيات الأجنة كما يزيد من المضاعفات الوالدية ووفياتها.

خطة العمل في المجىء المعترض

تلخّص خطة العمل كما يلي :

  1. التشخيص المبكر وعدم بثق جيب المياه.
  2. إرسال المريضة إلى المستشفى فورا، وهنا نميز حالتين:
    • إذا كانت الحمل تام أو كانت المرأة ولود مع وجود تضيق حوض تجرى لها القيصرية فورًا.
    • إذا كانت ولودًا والحوض بسعة جيدة وجيب المياه سالم، تُراقب الحامل لتمام الاتساع ثم يجرى تحويل بالأعمال الداخلية بينما إذا كان جيب المياه متمزّق فهنا نحتاج لإجراءات طبية خاصة.

بناءً على ذلك، نلاحظ أن المجيء المعترض واحد من أخطر أشكال المجيء وأصعبها على الحامل والجنين. وفي هذه الحالة نحتاج إلى إجراءات طبية خاصة من الأطباء وطاقم التمريض والتوليد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة