كورونا؛ هل يصاب كبار السن ب COVID وما أشهر شائعات انتشرت عنه؟

عدي موسى
نشرت منذ أسبوعين يوم 18 أبريل, 2024
بواسطة عدي موسى
فيروس الكورونا

على الرغم من تزايد حالات الوفاة والإصابة بمرض كورونا فيروس أو كوفيد 19، وانتشار الوباء الرهيب في الآونة الأخيرة، إلا أن البعض مازال يستبعد خطورة الوباء، ويرفض الإلتزام بالتنبيهات العالمية والاعتراف به بل ويروج لمعلومات خاطئة. سنعرض أشهر 5 شائعات عن كورونا، قد يصل التهاون بها إلى الإصابة بالمرض. هل يصاب كبار السن ب COVID وما أشهر شائعات انتشرت عنه؟

ضرورة القضاء على المعلومات الخاطئة

يرجى عدم التهاون بالوضع العالمي الحالي؛ لأننا نواجه وباء عالمي، لا نستطيع توقع تبعاته حتى الآن، و يزيد انتشار الشائعات عن كورونا من سوء الوضع.

لم يواجه العالم وباء مماثل منذ جائحة الإنفلونزا عام 1918، حيث أودت بحياة أكثر من 50 مليون شخص حول العالم.

يواجه البعض صعوبة في تصديق أن مرض بسيط مثل الأنفلونزا قد يهدد الحياة خصوصا بعد ماوصلنا له من تقدم علمي ووجود الأدوية والأمصال والوعي الصحي.

السعال الجاف والحمى والإعياء من الأعراض الأولية للعدوى بسارس و كورونا، ويمكن أن تحدث لمرضى الأنفلونزا أيضا لكن لابد من إعطاء هذه الأعراض اهتمام شديد الآن وعدم التهاون بها.

تزيد خطورة الإصابة ومعدل الوفيات عند كبار السن ومرضى المناعة، على الرغم من ذلك يصاب الشباب أيضا ومنهم من يواجه مضاعفات شديدة مع المرض.

غسل اليدين، وتجنب ملامسة وجهك، ترك مسافة مناسبة بينك وبين أي شخص نصائح فعالة تقيك من الإصابة بالمرض فعلا وليست مجرد تعليمات واهية.

الشائعة الأولى: كورونا مجرد انفلونزا

يتشابه الكورونا والانفلونزا أن سببها فيروسات تصيب الجهاز التنفسي ولكنهم مختلفين تماما.

تكلفنا الأنفلونزا أيضا العديد من الأرواح سنويا، رغم وجود مصل وتوعية كبيرة بالمرض وتبعاته.

الأعراض المتشابهة:

  • حمى.
  • سعال جاف.
  • إعياء.

الأعراض المختلفة الموجودة في الانفلونزا ونزلات البرد:

  • ألم في العضلات.
  • رشح.
  • التهاب في الحلق.
  • العطس.
  • السعال المصحوب ببلغم.

الأعراض المميزة لكورونا

  • ضيق تنفس.
  • كورونا فيروس يدخل على المستقبلات في الجزء السفلي من الشعب الهوائية، وهذا يفسر الشعور بالسعال الجاف وضيق التنفس.
  • يمكن أن ينتج البلغم مع كورونا ولكن في الحالات المتأخرة.

خطورة كوفيد

  • سرعة انتشاره.
  • معدلات الوفيات العالية،  حيث وصلت إلى 3-4 % بينما معدلات الانفلونزا 0.1%.
  • تأثيره على جميع أنحاء العالم نتيجة لسرعة الانتشار، تأثير شخصي ونفسي واجتماعي واقتصادي.
  • صعوبة توقع الأحداث القادمة مع هذا المرض.
  • عدم وجود علاج أو مصل حتى الآن.

الشائعة الثانية: كورونا يصيب كبار السن فقط

الحقيقة؛ يمكن أن تنتقل العدوى لأي شخص بغض النظر عن العمر.

إحصائيات مهمة

معظم المصابين بالمرض تكون أعراضه متوسطة بدون مضاعفات.

يعاني 14% فقط من المصابين من أعراض شديدة الحدة تحتاج إلى العناية بالمستشفى. يحتاج 5% من المصابين في النهاية إلى الحجز بالعناية المركزة.

كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة أكثر عرضة لحدوث مضاعفات شديدة للمرض، ولكن ليس معنى ذلك أن الشباب لا يصابون بالمرض، أو لا يصابون بمضاعفات على الاطلاق.

وجدت الاحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن 29% من المصابين بفيروس كورونا أعمارهم من 20-44 عام.

بالرغم أن من هم أقل من 60 عام أقل عرضة لحدوث مضاعفات وجد أن منهم عدد لا بأس به في الرعاية الحرجة أو على  أجهزة التنفس.

أسباب تعرض الشباب لمضاعفات خطيرة

  • السبب في أن العمر ليس العامل الوحيد في التعرض لمضاعفات المرض؛ أن معظم الشباب يعانون من ضغط نفسي كبير مع عدم الاهتمام بالنوم، و الطعام الصحي، والظروف الصحية المختلفة التي تزيد المناعة مثل ممارسة الرياضة.
  • انزعج ممثلي الخدمة الطبية والخبراء كثيرا لوجود عدد كبير من الشباب يعانون من مرض السمنة والعديد من الأمراض المزمنة الأخرى.

يتسبب انتشار شائعات عن كورونا في انتشار المعتقدات والأفعال الخاطئة، حيث تسبب اعتقاد الشباب أنهم أقل عرضة للإصابة بالمرض في زيادة إصابتهم بالمرض؛ نتيجة لممارستهم نشاطات يومية طبيعية وعدم الاحتياط بغسل الأيدي وعدم الاختلاط.

يجب على الجميع الانتباه والالتزام بالتعليمات والاحتياطات المعلنة حتى لا يتسبب في عدوى للآخرين، حتى إن كان هو أقل عرضه للاصابة أو لن يعاني من مضاعفات عليه أن يفكر بغيره، ومراعاة ألا يتسبب في الضرر للآخرين وانتشار الوباء.

الشائعة الثالثة: لا يوجد ما علينا فعله حتى ينتج لقاح لكورونا

احتياطات فيروس كورونا

الحقيقة أنه لكي يصل إلينا لقاح فعال يمر بالعديد من المراحل والتجارب تأخذ الكثير من الوقت، فلن يصل إلينا قبل 12-18 شهر.

تكمن خطورة المرض في أن العالم أجمع لم يستطيع الجزم بمعاد انتهاء هذا الوباء أو توقع نتائجه.

يسعى علماء وباحثي العالم أجمع إلى التوصل لعلاج فعال للقضاء على للمرض، بالتوازي مع البحث عن أدوية تخفف من حدة المرض ورد فعل الجسم تجاه العدوى.

لابد أن تمر العلاجات واللقاحات الجديدة بجميع المراحل المعروفة؛ لضمان فعاليتها وأمانها ليتم استخدامها على نطاق كبير على مستوى العالم.

مايجب علينا فعله حقيقة الالتزام بالتعليمات والاحتياطات وعدم نشر شائعات عن كورونا ومعلومات الخاطئة عن الوباء.

الشائعة الرابعة: كورونا سلاح بيولوجي مخترع

بالرغم من أن فيروس المتسبب في وباء كورونا الأخير جديد، إلا أنه ينتمي لعائلة فيروسات واجهناها من قبل تسببت في أمراض أخرى مثل SARS & MERS.

يعد اعتقاد أن كورونا سلاح بيولوجي وخرج عن السيطرة  أقرب إلى الجنون وغير منطقي أو حقيقي على الإطلاق؛ لأن الفيروس أثر على جميع دول العالم.

تأثرت دول من المشكوك فيها بصنع هذا السلاح تأثر بالغ وصل إلى قرب انهيار إقتصادها؛ لذلك لا يعد اعتقاد أن كورونا سلاح بيولوجي منطقي أبدا، ووٌجِد له تفسير نفسيمن علماء النفس.

تفسير علماء النفس لهذه الشائعة

  • فسر علماء النفس هذه الشائعات عن كورونا أنها ظهرت نظرا لعجز المعظم عن حل مشكلة الوباء العالمي، فجاء هذا الاعتقاد لإعطاء طابع آخر لأزمة الوباء العالمية، ويعطي راحة زائفة لمعتنقيها.
  • تنتشر نظرية المؤامرة في جميع أنحاء العالم والغريب كل دول العالم تشكك في الأخرى.
  • ترجع هذه النظرية في النهاية لعدم الثقة، عندما لا يثق الأشخاص في مصادر المعلومات نتيجة للخبرة الشخصية أو الانتماء السياسي أو أي سبب آخر.
  • يصبحون بذلك عرضة للتضليل؛ لأن هناك الكثير والكثير من المعلومات الخاطئة المنتشرة خاصة عبر الإنترنت.

الشائعة الخامسة: تُخفي الحكومات والعلماء النتائج الحقيقية

تخرج هذه الشائعات عن كوفيد نتيجةعدم الثقة، ولكن من حسن الحظ أن في الوقت الحالي يوجد أكثر من مؤسسة عالمية موثوق بها مثل منظمة الصحة العالمية، ومراكز الوقاية من الأمراض.

تستهدف هذه المنظمات والحكومات الواعية نشر الوعي لدى الأشخاص الأكثر فهماً للوضع والأقدر على فهم الجانب العلمي وتصحيح الشائعات عن كورونا المنتشرة.

يجب على هذه الفئة المستهدفة القيام بدورها في توعية من حولهم، حتى تكون لديهم القدرة على الاعتناء بأنفسهم وبلدهم.

إذا كانت الحكومات تسعى إلى إخفاء المعلومات والنتائج لم تكن لتتخذ إجراءات احترازية زائدة لتقليل المخاطر ومنع انتشار المرض، حتى لو أدى ذلك إلى تأثر إقتصاد البلد.

في حال كانت الرغبة السائدة هي الإخفاء من الحكومات والعلماء والمتخصصين في الأمراض المعدية،  لم تكن لتسود فكرة معينة على جميع دول العالم وجميع هذه الفئات رغم اختلافها.

الفكرة السائدة هي أخذ التدابير الصارمة من أجل تسوية منحنى الوباء و تقليل تأثيره على العالم أجمع وخاصة تقليل الوفيات.

الحقيقة أن التباعد الاجتماعي غير المسبوق سيكون له آثار كارثية على الاقتصاد العالمي، من المستحيل أن يكون مقصود ومدبر على هذا النطاق الواسع.

تظهر في بعض الأحيان نظريات المؤامرة من أجل التضليل أو بسبب الجهل.

تفسير علماء النفس للشائعة

  • يجد البعض جاذبية خاصة في الاعتقاد بأن هناك حقيقة مخفية وراء الأحداث العالمية، وخصوصا الشائعات عن كورونا الآن لأنه حدث يمس ويشغل العالم أجمع.
  • يزيد اعتقاد الأشخاص بأنهم يدركون هذه الحقائق المخفية من جاذبية، ما يسميه علماء النفس الحاجة إلى التفرد.
  • الروايات الخيالية غالبا ما تكون أكثر إثارة من الحقيقة؛ مما يزيد من الشائعات والمعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة في الأزمات العالمية.

اتبع الاحتياطات واحمي نفسك

اتباع النصائح العالمية من المنظمات الموثوقة مثل:

  • غسل الأيدي باستمرار
  • تجنب لمس الوجه
  • الابتعاد عن الازدحام والحفاظ على المسافة الخاصة
  • يجب على جميع مرضى الأمراض المزمنة المحاولة الجادة للوصول لحالة مستقرة إلى أقصى مستوى ممكن.
  • ينصح بمحاولة تعزيز المناعة بطرق بسيطة مثل ممارسة الرياضة الاهتمام بالنوم و البعد عن الضغط النفسي
  • الاهتمام بالصحة العامة أمر ضروري ومهم بعد أن وضَعَنا كورونا بمواجهة أنفسنا أمام الإهمال والمناعة الضعيفة وسهولة انتشار الأمراض والأوبئة.

يتسبب كورونا في مشاكل صحية كثيرة عندما يكون الجسم في حالة مؤيدة للالتهاب أو مناعته ضعيفة؛ لذلك الاهتمام بالصحة العامة والمناعة أمر في غاية الأهمية. إذا كنا نتمتع بصحة أفضل سنكون قادرين على مواجهة هذه الأمراض الخطيرة والأوبئة وانتشار العدوى.

أحد تحديات الوباء هو تواضعنا وقبول ضعفنا، رغم ما توصلنا له من التقدم، والتصدي لما انتشر من شائعات عنه. يوجد العديد منًّا ليس على استعداد لقبول الحقيقة فيلجأ للشائعات والأساطير لحماية رؤيتهم ومعتقداتهم عن العالم، ولكن يجب علينا التصدي لكل المعلومات الخاطئة المنتشرة ليعم الوعي على العالم ونستطيع السيطرة على هذا الوباء العالمي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة