قسطرة القلب بالبالون balloon angioplasty؛ أهم الاحتياطات قبل إجرائها

سوزي مطرجي
نشرت منذ أسبوعين يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة سوزي مطرجي
قسطرة القلب بالبالون balloon angioplasty؛ أهم الاحتياطات قبل إجرائها

قسطرة القلب بالبالون أو بالإنجليزية (Balloon Angioplasty of Heart)، وتسمى أيضًا قسطرة الشريان التاجي، هو إجراء يقوم به الطبيب المختص بهدف فتح الانسداد الميكانيكي الحاصل في شرايين القلب. يستخدم خلال عملية رأب الأوعية التاجية قسطرة ببالون يتم إدخالها في الوعاء الدموي المسدود لتوسيعه وتحسين الجريان الدموي فيه. تعرف على أهم الاحتياطات قبل إجرائها.

نظرة عامة عن قسطرة القلب بالبالون

تسمى أيضًا رأب الأوعية التاجية، وهي تداخل جراحي يتم عبر الجلد. يستخدم عن طريق إدخال قسطرة مزودة ببالون بقطر مناسب لحجم الشريان. وغالبًا ما يتم دمجها مع سلك بشكل أنبوب دقيق يسمى (الدعامة) يعزز من عمل القسطرة، ويدعم فتح الشرايين الضيقة بشكل أكثر فعالية، أيضًا يقلل من نسبة النكس وعودة التضيق. يستخدم هذا الإجراء لتحسين أعراض انسداد الشرايين، وفتح انسدادها المسبب للنوب القلبية، وبالتالي تقليل الأضرار الحاصلة نتيجة الانسداد.

لماذا يتم إجراء القسطرة بالبالون؟

يتم عند ثبوت تراكم اللويحات الدهنية في الأوعية الدموية. وهو ما يسمى بتصلب الشرايين، ويتم إجراء رأب الأوعية التاجية كخيار جراحي علاج في الحالات التالية:

  •  التوسيع عند ثبوت وجود تضيق في الأوعية الدموية.
  • عدم استجابة التصلب الشرياني للأدوية والتدابير العلاجية.
  • بداية ذبحة صدرية أو نوبة قلبية تتمثل بألم صدري شديد.

من الجدير بالذكر أن هذا الإجراء يتم وفق قرار استشاري أمراض القلب والأوعية الذي يعتمد على درجة الانسداد في الشرايين والمرض القلبي وكذلك الصحة العامة للمريض. فهي غير مناسبة لجميع المرضى. ويفضل إجراء جراحة الشريان التاجي بدلا عن القسطرة في حال كان المريض يعاني من حالات:

  •  عند تأكيد تشخيص ضعف عضلة القلب أو ضيق الشريان الرئيسي للقلب.
  • ترافق انسداد الشرايين مع عوامل خطر أخرى كمرض السكري.
  • وجود انسدادات متعددة وشديدة في الشرايين القلبية.

قبل إجراء عملية قسطرة القلب بالبالون

يجب قبل العملية إطلاع الطبيب المختص على التاريخ الطبي للمريض، وإجراء فحص بدني وفحوصات مخبرية شاملة. كذلك القيام بتخطيط القلب الكهربائي، فضلًا عن صورة شعاعية للصدر قبل العملية. حيث يتم تصوير الأوعية التاجية لمعرفة حال الشرايين القلبية ودرجة انسدادها.

في حال تأكيد انسداد الأوعية المؤدية إلى القلب يقوم الطبيب بأخذ قرار العملية، وتوجيه التعليمات الأساسية للمريض. تشمل تعليمات ما قبل إجراء قسطرة القلب البالونية:

  • تعديل أو إيقاف بعض أدوية المريض كالأدوية المميعة للدم ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  • التوقف عن الطعام والشراب قبل إجراء القسطرة بست إلى ثماني ساعات.
  • أخذ كافة الأدوية التي يتناولها المريض إلى المشفى.
  • تناول الأدوية الضرورية قبل العملية مع رشفة قليلة من الماء.
  • التأكيد على وجود مرافق للمريض لترتيب عودته بعد إجراء العملية، ومن المفترض أن يتم ذلك في اليوم التالي للعملية.

طريقة إجراء رأب الأوعية التاجية

يتم إدخال القسطرة من خلال شريان في منطقة الذراع أو الفخذ، وهي عملية تتم بدون التخدير العام. ويعطى خلالها مهدئ يبقي المريض بحالة استرخاء، ويخفف الألم. تتم العملية وفق الخطوات التالية:

  1. إدخال قسطرة وريدية وتسريب السوائل والأدوية المضادة للتخثر.
  2. وضع أجهزة لمراقبة الضغط ونبضات القلب ومستوى الأكسجة أثناء العملية.
  3. تخدير منطقة إدخال القسطرة بواسطة مخدر موضعي.
  4. إجراء شق صغير في الفخذ أو الذراع وإدخال أنبوب القسطرة عبر الشريان.
  5. حقن الصبغة من خلال القسطرة لتصوير وتحديد انسداد الأوعية الدموية.
  6. نفخ بالون القسطرة لتوسيع الشريان المسدود وشده وإزالة الخثرات السادة.
  7. في حال الحاجة تستخدم دعامة تعلق بجدار الوعاء الدموي لإبقاء التدفق الدموي.
  8. تفريغ البالون وسحب القسطرة خارج الجسم.
  9. تكرار الإجراء في حال وجود انسدادات أخرى.
  10. وضع ضمادة على موضع الجرح لمنع التجرثم وتسريع الشفاء.

كيف يتم وضع الدعامة؟

قد يضطر الدكتور أثناء القسطرة لتمرير الدعامة داخل الشريان المسدود. تكون الدعامة عبارة عن شبكة صغيرة من الأسلاك تشبه الزنبرك تدعم جدران الشريان، وتساعد على منع عودة التضيق. يتم وضع الدعامة بالطريقة التالية:

  1. إدخال الدعامة عبر القسطرة وتوجيهها إلى منطقة الانسداد في الشريان.
  2. يتم نفخ البالون وتوسيع الدعامة لتثبيتها في المكان المطلوب داخل الشريان.
  3. تترك الدعامة بعد تثبيتها داخل الشريان لتحسين تدفق الدم إلى القلب.
  4. يفرغ البالون المرتبط بالقسطرة وتزال القسطرة من الشريان.
  5. قد يحتاج الطبيب لتثبيت أكثر من شبكة أو دعامة عند الحاجة.
  6. عمل صورة أشعة سينية لمعرفة مدى تدفق الدم عبر الشريان.

قد تكون الدعامة أو الشبكة التي تزرع خلال عملية رأب أوعية القلب مغلفة بالدواء. ويتم تحرير الدواء الموجود ضمن الدعامة ببطء لمنع النكس وعودة تضيق الأوعية الدموية. ويقوم الطبيب بوصف الأدوية المميعة مثال الأسبرين والكلوبيدوغريل أو دواء براسوغريل بعد تركيب الدعامة. وذلك لتقليل معدل تشكل الجلطات الدموية على الدعامة.

بعد إجراء قسطرة القلب بالبالون

يبقى المريض الخاضع للعملية يومًا كاملًا بعد الإجراء، لمراقبة وظيفة القلب، وتعديل جرعات الأدوية تبعًا لذلك. عند العودة إلى المنزل يجب شرب كمية كبيرة من السوائل لطرد الصبغة المستخدمة خلال العملية. يكون المريض قادرًا على العودة للعمل وممارسة مهامه الروتينية، أو ممارسة الرياضة بعد أسبوع من إجراء العملية.

المخاطر المتوقعة عند إجراء قسطرة القلب بالبالون

على الرغم من أن عملية القسطرة بالبالون من الإجراءات قليل المضاعفات والمخاطر نسبةً إلى الإجراءات الجراحية للشرايين القلبية إلا أنه إجراء يحمل بعض المخاطر. وفيما يلي أبرز 9 مخاطر لهذه العملية:

  • العدوى الجرثومية التالية للعملية.
  • تشكُل الجلطات الدموية التي قد تتكون بعد العملية.
    إذ يمكن لهذه الجلطات أن تغلق الشريان وقد تسبب حدوث نوبة قلبية.
  • عودة التضيق للشريان خاصة عند استخدام الدعامات المعدنية مع القسطرة بالبالون.
  • النزوف التي قد تحدث مكان الإدخال سواء في الساق أو الذراع، قد تكون هذه النزوف خطيرة.

كما أن هناك مخاطر نادرة الحدوث قد ترافق إجراء الرأب الوعائي التاجي، نذكر منها:

  • تمزق الشريان التاجي أو تلفه نتيجة العملية.
  • حدوث نوبة قلبية أثناء الإجراء.
  • اضطراب انتظام ضربات القلب.
  • مشاكل كلوية ناتجة عن الصبغة المستخدمة أثناء عملية قسطرة القلب بالبالون.
  • سكتة دماغية تحدث نتيجة انفصال اللويحة الوعائية عند تمرير القسطرة وانتقالها إلى أوعية الدماغ.

متى نتصل بالطبيب بعد القسطرة؟

بعد إجراء قسطرة القلب بالبالون يجب مراجعة الطبيب أو المشفى حال ظهور الأعراض التالية:

  • تورم وألم حاد مكان الإدخال.
  • علامات عدوى جرثومية كاحمرار وتورم ونزيف أو حمى شديدة.
  • تغير في درجة حرارة أو لون الفخذ أو الذراع المستخدم لإدخال القسطرة.
  • الضعف الشديد أو الإغماء.
  • ضيق شديد في التنفس أو تضيق في الصدر.

كيف نحافظ على صحة القلب بعد القسطرة؟

للحفاظ على نتائج عملية قسطرة القلب بالبالون من المهم الاطلاع على توصيات الطبيب المعالج والالتزام بها للحفاظ على سلامة الشرايين Arteries التي تم توسيعها وتحرير انسدادها. وتتضمن التوصيات:

  • الالتزام بالأدوية المميعة للدم بالجرعات المحددة من قبل الطبيب.
  • خفض مستوى الكوليسترول والشحوم في الدم.
  • ترك التدخين Smoking.
  • اتباع نظام غذائي صحي خالي من الكوليسترول.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ضبط ضغط الدم المرتفع.

ما هي تكلفة قسطرة القلب بالبالون؟

تختلف تكلفة قسطرة القلب بالبالون حسب تقنية العلاج ومستوى المشفى، كذلك خيرة طبيب القلبية Cardiology وحسب نوع الدعامات المستخدمة. وتكون في المملكة العربية السعودية بحدود 150 ألف ريال سعودي، بينما تتراوح الكلفة في مصر بين 10000 و50000 جنيه مصري. بينما تتراوح أسعار الدعامة بين 5000 و10000 جنيه مصري.

هل عملية قسطرة القلب بالبالون مؤلمة؟

لا يحدث ألم حاد أثناء إجراء رأب الأوعية التاجية، لكن قد يشعر المريض بضغط خفيف أو انزعاج عند إدخال القسطرة أو نفخ البالون.

من المؤهل للقيام بهذا الإجراء؟

يتم إجراء قسطرة القلب بواسطة البالون من قبل الطبيب أخصائي القلبية، ويرافقه في غرفة العمليات مجموعة من الممرضين والفنيين المدربين للعمليات القلبية.

في الختام نذكر أن نجاح عملية قسطرة القلب بالبالون (Balloon Angioplasty of Heart) تساعد على تجاوز العمل الجراحي القلبي، وتحسن صحة القلب وحياة المريض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة