عملية استئصال ورم الدماغ الحميد؛ تعرف على أهم المعلومات عنه وطرق علاجه لاسيما الجراحية

محمد موسى
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
عملية استئصال ورم الدماغ الحميد؛ تعرف على أهم المعلومات عنه وطرق علاجه لاسيما الجراحية

عملية استئصال ورم الدماغ الحميد؛ قد يضطر معظم الأشخاص الذين يعانون من كتلة غير سرطانية في الدماغ إلى إجرائها، ولها العديد من الجوانب المفيدة منها التخلص من الورم الحميد في أغلب الأحيان، لكن ومع ذلك فإن Benign brain tumor removal، قد تحمل معدلات نكس في بعض الأحيان، وقبل أن نتكلم عنها، لا بد أن نفصل قليلاً عن ورم الدماغ الحميد وكيف يتم تشخيصه، ومتى يجب إجراء عمل جراحي له.

ما هو ورم الدماغ الحميد؟

يشير هذا الاضطراب إلى نمو خلايا غير طبيعية في الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي، والتي تكون غير سرطانية وغير خبيثة، ورغم أن هذا النوع من الأورام يعتبر غير خطير على الأغلب، إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض والمشكلات الصحية، حيث قد يتم الضغط على الأجزاء الحساسة من الدماغ ويسبب بعض المشكلات المختلفة.
يمكن لورم الدماغ الحميد أن ينمو في أي جزء من الدماغ وقد يكون موجوداً لفترة طويلة دون أن يتم الكشف عنه، ويمكن أن تظهر بعض الأعراض إذا كان الورم يؤثر على الأنسجة المحيطة به، ويمكن لهذه الأعراض أن تتضمن الصداع والدوخة والشعور بالغثيان، والتقيؤ والتشوش الذهني، وفقدان الذاكرة والصعوبة في التركيز، وغيرها من الأعراض التي يمكن أن تختلف حسب الموقع وحجم الورم.

تشخيص ورم الدماغ الحميد

هناك عدة طرق لتشخيص ورم الدماغ وذلك قبل أي إجراء علاجي وقبل إجراء عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، وتشمل الأساليب التشخيصية الإجراءات السريرية والتصويرية والوظيفية، ومن أبرز هذه الطرق:

دراسة الأعراض

يمكن للطبيب تحديد وجود ورم دماغي حميد بعد فحص الأعراض والاستماع لتاريخ المريض الصحي، وتتضمن هذه الأعراض التي توجه نحو الورم الصداع المزمن والدوار والغثيان والقيء والإعياء، وفقدان الوعي والتشنجات والتنميل وفقدان الذاكرة.

الصور الشعاعية

تشمل هذه الإجراءات الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، وهي تقنيات تساعد على رؤية صورة مفصلة للدماغ والأورام المحتملة، ويتم استخدام هذه الطرق بشكل خاص لتحديد حجم وموقع وشكل الورم قبل إجراء استئصال له.

التصوير الوظيفي

يمكن للأطباء استخدام التصوير الوظيفي لتحديد مناطق الدماغ التي تعمل بشكل غير طبيعي، وتحديد وجود الأورام الحميدة، ويتضمن ذلك العديد من التقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي.

الفحص العصبي

يتضمن هذا الاختبار فحص وظيفة الأعصاب الحركية والحسية والأعصاب الوجهية، ويمكن أن يساعد في تحديد وجود الأورام.
عندما يتم تشخيص ورم دماغي حميد، يتم تحديد الخيارات المناسبة لعلاجه وفقاً لحالة المريض وتقدم الورم.

علاج ورم الدماغ الحميد

يختلف علاجه حسب نوع الورم وموقعه وحجمه، فقد تحتاج الحالات البسيطة إلى مراقبة طبية وإجراء فحوصات دورية، فيما يتطلب الأمر في الحالات الأكثر تعقيداً إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، ومن بين أهم الإجراءات العلاجية نذكر لكم:

المراقبة الطبية

في حالة وجود ورم دماغي حميد صغير الحجم ولا يشكل خطراً على الحياة، فإن المراقبة الطبية يمكن أن تكون الخيار الأفضل، حيث يقوم الطبيب بتقييم حالة المريض ويحدد بشكل دوري إذا ما كان يتغير حجم الورم أو يتطور بأي شكل من الأشكال، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لمتابعة حجم الورم، وتحديد ما إذا كان يحتاج إلى علاج إضافي.

العلاج الإشعاعي

في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بتوجيه أشعة إشعاعية على الورم الحميد للسيطرة على نموه، ويمكن أن تستخدم الأشعة الكهرومغناطيسية الموجهة بدقة والتي تستخدم بشكل كبير في علاج الأورام الدماغية الحميدة والخبيثة، ويتم تحديد نوع العلاج الإشعاعي الأنسب بناءً على حجم الورم وموضعه، حيث قد يتم استخدام العلاج الإشعاعي بعد الجراحة أحياناً لضمان إزالة جميع خلايا الورم وتقليل فرص نموها مرة أخرى.

العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي بشكل أساسي في الأورام الدماغية الخبيثة لكن في بعض الأحيان قد يستعمل في أورام الدماغ الحميدة، ويعمل العلاج الكيميائي على إيقاف نمو الخلايا السرطانية وتدميرها، ويتم تحديد نوع الأدوية المناسبة بناءً على نوع الورم وحالة المريض.

المعالجة الهدفية

هي تقنية علاجية حديثة وفعالة في معالجة الأورام الدماغية الحميدة والخبيثة بدلاً من استئصال الورم، إذ تعتمد المعالجة الهدفية على إدخال أدوية في الجسم تحتوي على مادة إشعاعية، أو كيميائية مخصصة لمهاجمة الخلايا السرطانية في الورم، وتستخدم تقنية المعالجة الهدفية بشكل متزايد بدلاً من العلاج الإشعاعي للأورام الدماغية.
في النهاية فإن الطريقة الأنسب لمعالجة أورام الدماغ الحميدة، بحسب رأي الأطباء هو العمل الجراحي.

ما هي عملية استئصال ورم الدماغ الحميد؟

هي إجراء جراحي يتم خلاله إزالة الورم الحميد من الدماغ، بواسطة جراح مؤهل ومدرب في هذا المجال، حيث تعتبر هذه العملية الطبية الحل النهائي للقضاء على الورم الحميد، وقد تكون ضرورية إذا كان حجم الورم كبيراً أو إذا كان يضغط على الأنسجة المحيطة به ويؤثر على وظائف الدماغ.

وتشمل الأنواع المختلفة لهذه العملية ما يلي:

  • الاستئصال الكامل ويتم من خلاله إزالة الورم بالكامل من الدماغ بما في ذلك الأنسجة المحيطة به.
  • استئصال جزئي ويتم فيه إزالة جزء من الورم، ويتم الحفاظ على الأنسجة المحيطة به في مكانها.
  • الاستئصال الوظيفي ويتم خلاله إزالة جزء من الورم الذي يؤثر على وظائف الدماغ المهمة مثل النطق أو الحركة، ويتم الحفاظ على باقي أنسجة الدماغ.

يتم إجراء العملية الجراحية من أجل استئصال الورم بتخدير عام، وتحتاج إلى فترة راحة في المستشفى تتراوح من بضعة أيام إلى أسبوعين، وقد يحتاج المريض إلى علاج إضافي مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي بعد العملية، للحد من فرص نمو الخلايا السرطانية المتبقية في الدماغ.

ما قبل عملية استئصال ورم الدماغ الحميد

قبل إجراء عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، يجب على المريض القيام بعدد من التحضيرات الهامة لضمان نجاح العملية وتقليل المخاطر المحتملة، وتشمل أهم 5 تحضيرات قبلها ما يلي:

الإعداد النفسي

يجب على المريض الاستعداد نفسياً للعملية الجراحية، والتحدث مع طبيبه حول أي قلق أو مخاوف يمكن أن يشعر بها.

الفحص الطبي الشامل

يتضمن الفحص الطبي الشامل تقييم حالة المريض والتأكد من سلامته العامة، وعدم وجود أي مشاكل صحية تؤثر على إجراء العملية.

الصيام

يجب على المريض الصيام لمدة 6-8 ساعات قبل العملية، وذلك لتجنب حدوث تقيؤ أثناء العملية الجراحية.

تناول الأدوية

يجب على المريض تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بالطريقة المحددة قبل العملية.

إجراء التحاليل والفحوصات

يجب إجراء بعض التحاليل والفحوصات مثل فحص الدم وتحليل البول واختبارات وظائف الكبد والكلى وفحص القلب، وذلك لتقييم صحة المريض والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية.

تلك التحضيرات مهمة جداً لضمان نجاح العملية الجراحية وتقليل المخاطر المحتملة.

المضاعفات التي تحدث بعد عملية إزالة ورم الدماغ

قد يحدث بعض المضاعفات النادرة، حيث يمكن أن تؤثر على صحة وحياة المريض، ومن بين المضاعفات التي قد تحدث بعد عملية إزالة ورم الدماغ الحميد:

نزيف الدماغ

يمكن أن يحدث نزيف في المنطقة المجاورة للورم بعد الجراحة، وقد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية إضافية لإيقاف النزيف.

التهاب الدماغ

قد يحدث التهاب في الدماغ بعد العملية، وهذا يمكن أن يتسبب في تضرر (Damage) خلايا الدماغ ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

تشكل دمل

يمكن أن يحصل تشكل دمل في مكان الورم المزروع بعد إجراء عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، ويحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية إضافية لإزالته.

اضطرابات في الحركة

قد يعاني المريض من اضطرابات في الحركة بعد الجراحة، مثل فقدان التوازن أو الشلل الجزئي.

التهاب الجروح

من المحتمل أن يصاب المريض بالتهاب في مكان الجرح، ويحتاج المريض إلى متابعة دورية من قبل الطبيب.

عدم انتظام دقات القلب

قد يعاني المريض من عدم انتظام دقات القلب بعد العملية، وقد يتطلب هذا العلاج الطبي.

تتطلب المضاعفات النادرة بعد عملية استئصال ورم الدماغ الحميد متابعة دورية وعلاج فوري من قبل الطبيب، ولذلك يجب على المريض إبلاغ الطبيب فوراً في حالة وجود أي علامات على حدوث مضاعفات.

نسبة نجاح عملية استئصال ورم الدماغ الحميد

تختلف نسبة نجاح عملية استئصال ورم الدماغ الحميد من حالة لأخرى، وتعتمد على عدة عوامل مثل موقع الورم وحجمه ونوعه، وكذلك على خبرة الجراح وفريق الممرضين المساعدين في إجراء العملية، ولكن حسب دراسات أجريت على العديد من المرضى، فإن 94٪ من الأشخاص الذين أجروا العملية، لم يعد إليهم الورم بعد استئصاله.

يجب الإشارة هنا إلى أنه قد تختلف نسبة النجاح من حالة لأخرى عند إجراء عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، وقد تتأثر النتيجة بعدة عوامل، مثل حجم النمو الورمي ومكانه وحالة المريض الصحية العامة.

بعد عملية استئصال ورم الدماغ

يتم نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمراقبته ورصد حالته، ويتم تطبيق علاجات مساندة لتحسين وتسريع الشفاء، حيث تساعد على تقليل الألم والتورم والحرارة، وتقليل الغثيان والتقيؤ، والحفاظ على السوائل والتوازن الكهربائي في الجسم.

يتم أيضاً متابعة المريض بانتظام بواسطة الأطباء والممرضين المتخصصين للتأكد من تعافيه بشكل صحيح بعد إجراء عملية استئصال ورم الدماغ الحميد، ويتم إجراء فحوصات مختلفة وفحوصات الصور الشعاعية في بعض الحالات، للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات.

يمكن أن يحدث الشفاء بشكل مختلف من حالة لأخرى، حيث يحتاج المريض عادة إلى فترة من الراحة والاسترخاء والتغذية الجيدة للتعافي بشكل كامل، وقد يوصي الأطباء بجلسات علاج فيزيائي لتحسين قدرة المريض على الحركة والمشي وتعزيز القوة العضلية والمرونة.

متى يجب الاتصال بالطبيب بعد إجراء عملية استئصال ورم الدماغ الحميد؟

يجب على المريض الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى عيادته في حال لاحظ أية أعراض غريبة بعد إجراء عملية استئصال ورم حميد من الدماغ، مثل التورم الشديد والألم، أو الحرارة العالية جداً والتي لا تستجيب على إعطاء خافضات الحرارة التقليدية.

هل عملية استئصال ورم الدماغ الحميد خطيره؟

مثل العمليات الجراحية الأخرى، فإن هذا الإجراء يمكن أن يحمل العديد من المضاعفات ممكنة الحدوث بعد إجرائه، وبسبب أن المنطقة التي يتم معالجتها في هذه الحالة حساسة وهي الدماغ، فإنها تعتبر من العمليات الخطيرة على صحة الإنسان.

كم تستغرق عملية استئصال ورم حميد من الدماغ؟

غالباً تعتبر هذه العملية من الإجراءات التي تتطلب وقتاً طويلاً، فمثلاً في بعض الأحيان يتطلب هذا الإجراء حوالي 4_6 ساعات، كي يتم إنهاؤها بشكل كامل.

هل عملية استئصال ورم حميد من المخ تؤدي إلى الوفاة؟

لا يؤدي إجراء هذه العمليات في معظم الحالات إلى الوفاة، لكن في حال حدوث الاختلاطات والمضاعفات بعدها ولم يتم علاجها فيمكن أن تسبب الموت.

ها نحن ذا قد تعرفنا على عملية استئصال ورم الدماغ الحميد؛ وكما سبق وذكرنا فإن هنالك علاجات مختلفة للورم غير السرطاني، لكن تعتبر benign brain tumor removal، هي الإجراء الذي يمكن أن يحقق الشفاء التام للمريض بنسبة عالية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة