الأطراف الصناعية؛ أهميتها وتصميمها وأنواعها وأهم الأجزاء الأساسية

محمود شاذلى
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 19 أبريل, 2024
الأطراف الصناعية؛ أهميتها وتصميمها وأنواعها وأهم الأجزاء الأساسية

تعتبر الأطراف الصناعية بديل مهم جدًا بالنسبة لمن فقدوا أطرافهم نتيجة لمرض ما أو لحادث، وتمكنهم هذه الأطراف البديلة من ممارسة حياتهم وهواياتهم المفضلة بشكل طبيعي إلى حد ما، وتقع مسؤولية تخصيص الجهاز التعويضي وفقًا لاحتياجات المريض على أخصائي أطراف اصطناعية، وهو شخص متخصص في تصنيع وتركيب هذه الأطراف، وعادة ما يكون هذا الشخص ماهرًا في الهندسة جنبًا إلى جنب مع علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء.

ما هي الأطراف الصناعية؟

الطرف الصناعي هو جهاز اصطناعي يمكن استخدامه لاستبدال أي جزء مفقود من الجسم، على سبيل المثال، الاستبدال الاصطناعي لعظم الفك يسمى الفك الاصطناعي، وقد يرغب الشخص الذي يستخدم طرفًا صناعيًا قابل للإزالة (مثل الأيدي والأرجل الاصطناعية) في الحصول على أكثر من جهاز متاح لأنواع مختلفة من المهام، ويتم زرع أنواع أخرى من الأجهزة التعويضية بشكل دائم، مثل الأسنان الاصطناعية التي تستخدم في عمليات زرع أو تقويم الأسنان.

على الرغم أن الأطراف الاصطناعية لا يمكن أن تكون متطابقة تمامًا مع الأطراف البيولوجية، إلا أن قدراتها تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بفضل الأبحاث المتجددة كل يوم، وأصبحت الأطراف الاصطناعية أشبه بالأطراف الحقيقية بشكل متزايد.

أنواع الأطراف الصناعية

يُعتبر البحث عن أفضل أنواع الأطراف الصناعية من أجل تحسين حياة الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم تحديًا هامًا، وتتوفر العديد من الأنواع المتنوعة والتقنيات المتقدمة في السوق حاليًا، تقدم بعض هذه الأطراف الاصطناعية مستوى عاليًا من الوظائف والمرونة للمستخدم.

يمكن تصنيف الأطراف الاصطناعية بشكل عام إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الأطراف الصناعية التجميلية، والأطراف الاصطناعية التي تعمل بالطاقة الجسدية، والأطراف الاصطناعية الكهربية العضلية.

الأطراف الصناعية التجميلية

هي أطراف صناعية تجميلية توفر للمستخدم القيام بحركة محدودة، مثل الإمساك بالأشياء الخفيفة، وتعتبر نوع غير مكلف ماديًا، تم تصميمها للأشخاص الذين يرغبون في استخدام أطرافهم الأخرى لمعظم الوظائف الرئيسية.

الأطراف الاصطناعية التي تعمل بالطاقة الجسدية

هي أطراف صناعية تعمل بطاقة العضلات للتحكم في الطرف الاصطناعي، حيث تسمح بدرجة أكبر من الحرية وتمكّن المرضى من الشعور بالقوة، ويمكنها التحكم في حركة واحدة فقط في كل مرة، ولكنها قد تسبب إرهاقًا بسرعة للمستخدم.

الأطراف الصناعية الكهربية العضلية

هي أحد أنواع الأطراف الصناعية، وهي تعمل بالكهرباء العضلية خارجيًا، عن طريق التقاط جهد الفعل الكهربائي في العضلات المتبقية في الطرف المبتور، ويقوم الطرف الاصطناعي بتضخيم الإشارات باستخدام بطارية قابلة لإعادة الشحن، ويستخدم هذه الإشارات لتشغيل المحركات التي تحرك الطرف الصناعي، مما يتيح مزيدًا من حرية الحركة، ولا يتطلب من المريض إجراء تقلصات متكررة وشاقة للعضلات، ومع ذلك، فهي أثقل وأغلى ثمنًا من النوعين الأخريين، لكنها من أكثر الأطراف الاصطناعية تقدمًا وفعالية بالنسبة للأطراف الصناعية العلوية، وتعرف بالأطراف الصناعية الذكية.

الأجزاء الأساسية للأطراف الصناعية

على الرغم من تغير المواد المستخدمة في تصنيع الأطراف الاصطناعية، إلا أن الأجزاء الأساسية للطرف الاصطناعي تظل كما هي، وهي كالتالي:

الإطار الداخلي الأساسي للطرف الاصطناعي

هو الجزء الهيكلي للطرف الصناعي، ويعرف باسم الصرح، ويعطي دعمًا هيكليًا، وهو مصنوع من قضبان معدنية، حاليًا تُستخدم ألياف الكربون (Carbon Fibres) الخفيفة في ضمن المواد المستخدمة في صناعة الأطراف الصناعية، ويتم تغطيته عادةً باستخدام مادة تشبه الرغوة بلون مناسب للون بَشَرَة الشخص الذي سيستخدم الطرف الاصطناعي، بحيث يبدو طبيعيًا.

تجويف الطرف الاصطناعي

هو الجزء الذي يتداخل مع جذع الطرف المتبقي، ويجب وضعه وتركيبه بشكل مثالي حتى لا يحدث تهيج أو التهاب للجلد، عادةً ما يتم وضع بطانة ناعمة في الجزء الداخلي من التجويف، وعادة ما يرتدي المريض جوربًا اصطناعيًا للحصول على ملاءمة أفضل.

نظام التعليق في الطرف الصناعي

هذا الجزء يحافظ على الطرف متصل بجسم المستخدم، ويمكن لنظام التعليق استخدام العديد من الآليات، مثل الأشرطة أو الأحزمة، في كثير من الأحيان، يتم استخدام آلية الشفط في التعليق حيث يتلاءم الطرف الصناعي بسهولة مع الطرف المتبقي في الجسم.

تصميم الأطراف الصناعية

تمت دراسة طريقة عمل الأطراف الصناعية بشكل مكثف لتلبية احتياجات الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم، تشمل هذه الطريقة استخدام تكنولوجيا عالية لتصميم أطراف صناعية تشبه الأطراف الطبيعية في شكلها ووظيفتها، ويتم تصميم هذه الأطراف بناءً على قياسات دقيقة للفرد المعني، وتشمل عمليات تصنيع معقدة لضمان الراحة والإحكام في استخدامها.

تتكون عملية تصميم وصناعة الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية، أو ما يسمى بهندسة الأطراف الصناعية، من عدة مراحل، يمكن أن تبدأ قبل عملية البتر والبدء في أخذ القياسات وبدء عملية التصنيع، ويتم استخدام قالب جبس مصنوع من الطرف المتبقي كقالب لعمل الطرف الصناعي بعد التئام الجرح، ثم يتم أخذ القياسات لتحقيق تصميم متكامل، ويتم الاهتمام ببنية الطرف المتبقي وموقع العظام و العضلات والأوتار، وصحة المريض وأمراضه الجلدية، يمكن أيضًا تصنيع طرف اصطناعي حسب المواصفات والشكل الذي تختاره، يمكنك حتى إضافة إكسسوارات عليه بلونك المفضل وبأسلوبك الخاص، أي أنه يمكن تصميم الطرف الاصطناعي ليظهر شخصيتك الفريدة.

يتم أيضًا مراعاة عدة عوامل في تصميم الطرف الصناعي، مثل التكلفة وسهولة الاستخدام والحجم، بالإضافة إلى وزن الجهاز ودورانه في اتجاهات مختلفة، وامتصاص الطاقة بسبب التأثير على الجهاز العضلي الهيكلي.

تركيب الأطراف الصناعية

يشمل تركيب الطرف الاصطناعي مرحلتين رئيسيتين:

  • المرحلة الأولى: تختص بالطرف الاصطناعي المؤقت أو التحضيري، وهي المرحلة الأطول.
  • المرحلة الثانية: يتم فيها تركيب الطرف الاصطناعي النهائي.

ستكون زيارات المتابعة لطبيب الأطراف الاصطناعية جزءًا طبيعيًا من حياتك الجديدة، قد يحدث تغيير في الطرف المتبقي، مثل الانكماش أو التورم، أو حتى تغيير كبير في وزن جسمك، وتحتاج للمتابعة مع الطبيب أو أخصائي الأطراف الاصطناعية لضبط ملاءمة التجويف للتغيرات الجديدة.

تحتاج الأطراف الاصطناعية، مثل باقي الأجهزة، إلى إصلاح أو صيانة من حين لآخر حتى تستمر في العمل بشكل صحيح، ويمكن أن تحدث التعديلات الصغيرة فرقًا كبيرًا بالتأكيد، إذا تم التعامل مع المشكلات الصغيرة في الطرف الاصطناعي على الفور، فلن يؤدي ذلك إلى حدوث مشكلة أكبر، الخطر هو أن المريض يمكن أن يؤذي الطرف المتبقي أو حتى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم التعامل مع المشكلة في التوقيت المناسب.

مميزات وعيوب الأطراف الصناعية

مميزات وعيوب الأطراف الصناعية قد تتنوع حسب نوع الأطراف واحتياجات المستخدم، تُعتبر الأطراف الاصطناعية مفيدة للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم الطبيعية، حيث تساعدهم في استعادة القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية، ومع ذلك، قد تكون هناك بعض العيوب، مثل تكلفتها العالية والحاجة المتكررة لإجراء أعمال صيانة وتعديلات لتناسب احتياجات المستخدم بشكل صحيح.

الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي

من المهم للغاية الخضوع للعلاج الطبيعي بعد تركيب الطرف الصناعي لمساعدة المريض على التعود على استخدامه، على سبيل المثال، قد يكون من الصعب جدًا على الشخص تعلم المشي باستخدام ساق صناعية، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر للتعلم من خلال التدريب وإعادة التأهيل، ويمكن لطبيب الأطراف الاصطناعية مراقبة الشخص الذي يستخدم الطرف الاصطناعي وضبط الجهاز وفقًا لاحتياجات المريض إذا لزم الأمر، يجب على الشخص المسؤول عن هذه المهمة أن يولي اهتمامًا كبيرًا لموضع الاتصال بين الطرف المتبقي والطرف الصناعي، يمكن أن يتقلص الطرف المتبقي بعد البتر أو بسبب عدم استخدام العضلة، لذلك، من الممكن أن تكون هناك حاجة لتعديل في الطرف الصناعي من أجل استيعاب تغير الحجم.

إذا كان المريض طفلاً، يجب أن يولي فني الأطراف الاصطناعية اهتمامًا خاصًا ويعمل معه عن كثب لضمان تغيير حجم الأطراف واستبدالها حسب الحاجة لمواكبة النمو الطبيعي للطفل، عادة، يحتاج المريض إلى زيارة قسم الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة بانتظام لأسباب مختلفة مثل التعديل أو تغيير الشكل أو الاستبدال.

التطورات الحديثة في تقنية Artificial limbs

لا شك أن مجال الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية استفاد من التكنولوجيا المتقدمة بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، حيث تُصنع احدث الأطراف الصناعية اليوم من مواد متطورة توفر مزيدًا من المتانة والوظيفة، والنتيجة النهائية هي أن الأطراف الاصطناعية اليوم يمكن أن تكون أخف وزنًا من الأطراف الصناعية التقليدية، والتي صنعت قبل 10 سنوات فقط، لكنها أقوى وتبدو أكثر واقعية، وساعدت التقنية المستخدمة في الأطراف الاصطناعية الآلاف من مبتوري الأطراف على العودة إلى ممارسة معظم أنشطتهم اليومية مرة أخرى، سواء كانت أطراف اصطناعية سفلية أو علوية.

ما هي الأطراف الصناعية؟

الأطراف الصناعية هي أعضاء صناعية يتم استخدامها كبديل للأطراف المبتورة أو المفقودة من الجسم.

ما هي أبرز أنواع الأطراف الصناعية؟

أبرز الأنواع: الأطراف الصناعية التجميلية، الأطراف الصناعية التي تعمل بطاقة العضلات، الأطراف الصناعية الكهربية العضلية.

ما هي مراحل تركيب الطرف الصناعي؟

يتم تركيب الطرف الصناعي على مرحلتين أساسيتين: طرف صناعي تحضيري، وطرف صناعي نهائي.

يتضح لنا مما سبق أهمية الأطراف الصناعية، وأهمية مراعاة جميع العوامل في صناعة الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية، وكيف يمكن أن تحدث فرق كبير في القدرات للمرضى الذين فقدوا أطرافهم، وأيضًا ضرورة استخدام العلاج الطبيعي في إعادة تأهيل مبتوري الأطراف ومساعدتهم على التكيف مع الطرف البديل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة